کد مطلب:90781 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:141

کتاب له علیه السلام (51)-إِلی معاویة کذلک















بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیٍّ أَمیرِ الْمُؤْمِنینَ إِلی مُعَاوِیَةَ بْنِ أَبی سُفْیَانَ.

أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ بَلَغَنی كِتَابُكَ تَذْكُرُ مُشَاغَبَتی، وَ تَسْتَقْبِحُ مُوَازَرَتی[1]، وَ تَزْعَمُنی مُتَجَبِّراً، وَ عَنْ حَقِّ اللَّهِ مُقَصِّراً.

فَسُبْحَانَ اللَّهِ، كَیْفَ تَسْتَجیزُ الْغیبَةَ، وَ تَسْتَحْسِنُ الْعَضیهَةَ. فَإِنّی لَمْ أُشَاغِبْ إِلاَّ فی أَمْرٍ بِمَعْرُوفٍ، أَوْ نَهْیٍ عَنْ مُنْكَرٍ. وَ لَمْ أَتَجَبَّرْ إِلاَّ عَلی بَاغٍ مَارِقٍ، أَوْ مُلْحِدٍ كَافِرٍ، وَ لَمْ آخُذْ فِی ذَلِكَ إِلاَّ بِقَوْلِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ: لاَ تَجِدُ قَوْماً یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الآخِرِ یُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ[2].

وَ أَمَّا التَّقْصیرُ فی حَقِّ اللَّهِ تَعَالی فَمَعَاذَ اللَّهِ.

وَ إِنَّمَا الْمُقَصِّرُ فی حَقِّ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ مَنْ عَطَّلَ الْحُقُوقَ الْمُؤَكَّدَةَ، وَ رَكَنَ إِلَی الأَهْوَاءِ الْمُبْتَدَعَةِ، وَ أَخْلَدَ إِلَی الضَّلاَلَةِ الْمُحَیِّرَةِ.

وَ مِنَ الْعَجَبِ أَنْ تَصِفَ، یَا مُعَاوِیَةُ، الاِحْسَانَ، وَ تُخَالِفَ الْبُرْهَانَ، وَ تَنْكُثَ الْوَثَائِقَ الَّتی هِیَ للَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ طَلِبَةٌ، وَ عَلی عِبَادِهِ حُجَّةٌ، مَعَ نَبْذِ الإِسْلاَمِ، وَ تَضْییعِ الأَحْكَامِ، وَ طَمْسِ الأَعْلاَمِ، وَ الْجَرْیِ فِی الْهَوی، وَ التَّهَوُّسِ فِی الرَّدی[3].

فَاتَّقِ اللَّهَ فیمَا لَدَیْكَ، وَ انْظُرْ فی حَقِّهِ عَلَیْكَ، وَ ارْجِعْ إِلی مَعْرِفَةِ مَا لاَ تُعْذَرُ بِجَهَالَتِهِ، فَإِنَّ

[صفحه 837]

لِلطَّاعَةِ أَعْلاَماً وَاضِحَةً، وَ سُبُلاً نَیِّرَةً، وَ مَحَجَّةً نَهْجَةً، وَ غَایَةً مُطَّلَبَةً[4]، یَرِدُهَا الأَكْیَاسُ، وَ یُخَالِفُهَا الأَنْكَاسُ.

مَنْ نَكَبَ عَنْهَا جَارَ عَنِ الْحَقِّ، وَ خَبَطَ فِی التِّیهِ، وَ غَیَّرَ اللَّهُ عَنْهُ نِعْمَتَهُ، وَ أَحَلَّ بِهِ نِقْمَتَهُ.

فَنَفْسَكَ نَفْسَكَ، فَقَدْ بَیَّنَ اللَّهُ لَكَ سَبیلَكَ، وَ حَیْثُ تَنَاهَتْ بِكَ أُمُورُكَ، فَقَدْ أَجْرَیْتَ إِلی غَایَةِ خُسْرٍ، وَ مَحَلَّةِ كُفْرٍ.

وَ إِنَّ نَفْسَكَ قَدْ أَوْلَجَتْكَ شَرّاً، وَ أَقْحَمَتْكَ غَیّاً، وَ أَوْرَدَتْكَ الْمَهَالِكَ، وَ أَوْعَرَتْ عَلَیْكَ الْمَسَالِكَ.

وَ إِنَّ لِلنَّاسِ جَمَاعَةٌ یَدُ اللَّهِ عَلَیْهَا، وَ غَضَبُ اللَّهِ عَلی مَنْ خَالَفَهَا.

فَنَفْسَكَ نَفْسَكَ قَبْلَ حُلُولِ رَمْسِكَ، فَإِنَّكَ إِلَی اللَّهِ رَاجِعٌ، وَ إِلی حَشْرِهِ مُهْطِعٌ، وَ سَیُبْهِظُكَ كَرْبُهُ،

وَ یَحِلُّ بِكَ غَمُّهُ، یَوْمَ لاَ یُغْنِی النَّادِمَ نَدَمُهُ، وَ لاَ یُقْبَلُ مِنَ الْمُعْتَذِرِ عُذْرُهُ، یَوْمَ لاَ یُغْنی مَوْلیً عَنْ مَوْلیً شَیْئاً وَ لاَ هُمْ یُنْصَرُونَ[5].


صفحه 837.








    1. مواربتی. ورد فی البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 500. و منهاج البراعة للخوئی ج 19 ص 376.
    2. المجادلة، 22.
    3. ورد فی شرح ابن أبی الحدید ج 16 ص 7. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 500. و منهاج البراعة ج 19 ص 376. و مصادر نهج البلاغة ج 3 ص 281. و نهج البلاغة الثانی ص 226.
    4. متطلّبة. ورد فی نسخة العام 400 الموجودة فی المكتبة الظاهریة ص 352.
    5. الدخان، 41. و وردت الفقرة فی شرح ابن أبی الحدید ج 16 ص 7. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 500. و منهاج البراعة ج 19 ص 376. و مصادر نهج البلاغة ج 3 ص 282. و نهج البلاغة الثانی ص 226.